نصيحة إلى عمر الرزاز !! شاهد ماذا فعل الأمريكان والرسول عليه السلام

نصيحة إلى عمر الرزاز !! شاهد ماذا فعل الأمريكان والرسول عليه السلام
الوقائع الإخبارية : جمال حداد في الحرب العالمية الثانية،فشلت إحدى الفرق البحرية الأمريكية،فشلاً ذريعاَ في مهماتها القتالية،فقامت الإدارة العليا للجيش الأمريكي ـ قيادة الأركان ـ بتغييرات شاملة فيها،و أجرت تعديلات جذرية في خططها،لكن الفرقة واصلت فشلها وتردى وضعها للحضيض حتى صارت مضرب المثل في سوء الإدارة والتخطيط ولم تفلح في مهامها القتالية. آنذاك قررت قيادة الأركان حلها وتوزيع أفرادها على فرق الجيش الأخرى، إلا أن رئيس هيئة الأركان اعترض على هذا الحل،واختار جنرالاً فذاً في الإدارة والعسكرية،يتمتع بكاريزما قوية وشخصية مؤثرة كمحاولة أخيرة لإنقاذ الفرقة. قام هذا الجنرال بتغييرات بسيطة وتعديلات محدودة داخل الفرقة، بعد اقل من ستة أشهر،صارت الفرقة أهم قوة بحرية ضاربة في الجيش الأمريكي حيث غيرت مجرى الحرب،وقلبت الموازيين لصالح الأمريكان في أعالي البحار،عندها قيل " الرجل المناسب في المكان المناسب ". في قضية معاكسة اعتذر النبي محمد صلوات الله عليه وسلم،للصحابي الجليل أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عندما طلب الولاية،فرفض تعيينه لانه ليس اهلاً لها،شارحاً وموضحاً له ان الولاية خطر عليه شخصياً وعلى الأمة معا لانه غير صالح لها. في هذا السياق، يقول أبو ذر نفسه :ـ قلت يا رسول الله إلا تستعملني ؟.فضرب بيده على منكبي ثم قال "ـ يا أبا ذر إنك ضعيف و أنها أمانة يوم القيامة وخزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها.هكذا رسم المعلم الأول صلوات الله عليه كيفية اختيار صاحب الولاية الذي يسوس الناس لما فيه مصلحتهم فهو المؤتمن على أموالهم و أعراضهم. لذلك عليه ان يكون قوياً صلباً ليقف بوجه القوي وينتصر للضعيف ويحق الحق ويحارب الظلم لكي تسود العدالة. فقد يحمل الرجل أعلى الشهادات ويشهد له الكافة بحسن السيرة والنزاهة ويعرف في مجتمعه بأخلاقه وفضائله،لكنه ليس اهلاً لتسلم المناصب الحساسة و اضعف من استلام دفة القيادة...لذلك لو أعطي المنصب لغير مستحقه فالعواقب وخيمة على الوالي والرعية وستؤول الأوضاع العامة إلى خراب محقق. في الحالة الأولى رأينا كيف تكون القيادة وحسن الاختيار التي تصنع من الفشل قوة و ومن الإخفاق نصراً . وفي الحالة الثانية كيف رسم النبي صلوات الله عليه خارطة الطريق و الأسس لمن يتنكب المسؤولية القيادية.فلم يسمح للصحابي أبو ذر رغم انه من السباقين للإسلام و أصحاب التضحية في استلام الولاية،لانه لا يصلح لها بسبب ضعفه وقلة حيلته... نستنتج ان القيادة ليست شهادة ولا نسباً ولا قرابة إنما لها هي مقومات شخصية و معايير عامة يجب ان تتوفر في القائد.فهي تحتاج باديء ذي بدء إلى رباطة الجأش ومرونة معاً،والى قوة شخصية و حزم في المواقف المفصلية،والقدرة على توجيه الناس لما فيه مصلحة الوطن ومصلحتهم و التأثير عليهم بقوة الإقناع والحجة الدامغة،وعلى القائد اكتساب المهارات المتعددة الذهنية و الفنية و الإنسانية.
الأهم مواجهة الأزمات بصبر وشجاعة ثم اتخاذ القرارات المصيرية من دون تردد وتحمل المسؤولية بشجاعة، واتخاذ أفضل الحلول الناجعة لحل المشكلات و فكفكه الأزمات ليسهل تحطيمها. لقد أظهرت الحقائق على الأرض ان وزارة الرزاز لم تكن على المستوى المطلوب سياسيا اقتصاديا اجتماعياً ولم تفلح في مواجهة الأحداث التي عصفت بها منذ غرق الطلبة في البحر الميت إلى إضراب المعلمين وما بينهما من أزمات تتباين في حجمها وحدتها.وخاصة في تدوير الشخصيات المنتهية الصلاحية و الإصرار على تعيينها مرة أخرى في مواقع متقدمة بعد فشلها فشلاً ذريعاً في مواقعها السابقة،مما ألهب غضب الجمهور الأردني و أشعل مواقع التواصل الاجتماعي بالانتقادات الجارحة ضد حكومة الرزاز التي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة. من هذه الأحداث وكيفية مواجهتها لاحظ الجميع ان تكوين الرزاز الشخصي انكفائيا، تراه ينكفئ على نفسه، و يبتعد عن المواجهة،والحزم والحسم في القضايا المفصلية كقضية نقابة المعلمين. اذ شاهد الشعب الأردني بأكمله انه تلكأ في الحوار والفصل في هذه القضية منذ شهور عدة،ولو دخل في مفاوضات جادة لكان جنب الناس التوتر والقلق،وانهي هذه القضية /الأزمة وهي في مهدها لكنه تركها حتى تفاقمت وعمت الفوضى في الشوارع و اغلاقات وسط عمان وشوارع كبرى فكان الضرر كبيراً وشاملاً. لاحظ الجميع عز الأزمة هذه ـ الصراع مع المعلمين ـ غياب الرئيس عن الشاشة غياباً كلياً لدرجة اعتقد البعض انه خارج البلاد او انه مريض لا سمح الله،لكنه تبين انه يدير الأزمة من خلف حجاب ومن الدوار الرابع من دون ان يجشم نفسه عناء النزول للشارع والجلوس مع المعلمين في الهواء الطلق لما فيه مصلحة الأطراف كلها وعلى رأسها الوطن والطلبة وخاصة ان المعلمين قدموا التنازلات والاستعداد للمفاوضات بلا شروط مع الحكومة بعد الكلمة التوجيهية لجلالة الملك عن تغليب المصلحة الوطنية. الرزاز لم يطرح مبادرة شفافة بل انه ساهم في تصعيد الأزمة حيث قال بلهجة تهديدية " لكل حادث حديث " في المقابلة التلفزيونية الشهيرة التي اعترف فيها بان هاجس الجميع الوضع الاقتصادي و هو العامل الضاغط على المعلمين والمأزوم اقتصادياً لا يستطيع التفكير بطريقة سوية. وفي ذلك يقول المثل الألماني :ـ لا تقل للجائع اصبر بل أعطه ما يُسكت جوعه...المعلم حقيقة باعتراف الرزاز وغيره لا يملك خبز عياله و الحكومة تفاوضه على راتبه وهذا ضد المنطق ويناقض مع دور الحكومة في تأمين الأمن الوظيفي والغذائي لشعبها لا ان تبذر في الإنفاق في مواقع وتقتر على مربي الأجيال وصانع المستقبل. حكومة الرزاز فشلت كلياً، ومن سمع مقابلة الرزاز الأخيرة و أصغى للمعاني الكامنة فيها يدرك ان الرزاز يغلب على أحاديثه الطابع الإنشائي وكلامه بلا زبده لا يقدم ولا يؤخر وكذلك وزير التأزيم / وزير التعليم كان وزيراً مستفزاً لكن الله سلم وتصرفت قوات الأمن و نقابة المعلمين بحكمة وحضارية وحب وانتماء وعقلانية وغلبت مصلحة الوطن على المصالح الأخرى.
الأخطر ان الطاقم الاقتصادي التي جاء لإخراج الوطن من عنق الزجاجة يبدو انه هو ذاته محشور في قاع الزجاجة حيث لم نسمع منه كلمة تطفيء الحرائق المشتعلة هنا وهناك بل لاذ بالصمت. اقولها لك نصيحة و بصراحة ان بقيت كما انت فعليك بتقديم استقالتك قبل ان تُغرق السفينة وتكون الكارثة لا قدر الله.
 
تابعوا الوقائع على