التسول بالكلمات و الإتجار بالمبادئ !

التسول بالكلمات و الإتجار بالمبادئ !
بسام الياسين
((( القابضون على جمر الكلمة.هم يهتدون بانوار ضمائرهم ومشاعل فطرتهم، ليبقوا على الدوام في معية الله،اما القابضون بالعملات الاجنبية والوطنية من تحت الطاولة ومن فوقها ـ لا فرق عندهم ـ هم { يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم اذ يُبيتّون ما لا يَرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا }. دجالون محترفون، من تلامذة راسبوتين الذي كان يجمع بين الرهبنة و الرزالة في شخصية واحدة بل يزيدون عليه، انهم اذا جُنّ الليل و ارخى سدوله، انغمسوا في المحرمات حتى اذا اشرقت الشمس وانتصف النهار، تراهم يتحدثون عن مكارم الفضيلة ونقائص الرذيلة. فهل شهدتم مثل هذه الوقاحة ؟! ))) .
*** وراء كل عظيم امرأة، مقولة ذاع صيتها،الى ان اكتشفنا، ان العظيم سياسي فاسد، والمرأة التي تقف خلفه رقاصة، لا تجيد سوى التلوي.وعملا بالقاعدة الفقهية « لا يُنكر تغير الاحكام بتغير الزمان ». سقطت تلك المقولة، وحَلَّ مكانها " وراء كل سياسي فاسد: مثقف فاسد وكاتب اكثر فسادا ".المستجدات المستجدة في الآونة الاخيرة انهيار اخلاقي ، وانعطافات دراماتيكية في السياسة والثقافة والحياة الاجتماعية،وما استتبع ذلك من تلوث سياسي، وركود ثقافي و فلتان اجتماعي، وضعف في المناعة الاخلاقية.عوامل دفعت السياسي الفاسد للبحث عن كاتب فاسد لحماية ظهره و تلميع صورته وستر عوراته،وتبرير زلاته، ومهاجمة خصومه ضمن صيغ تلفيقة لا يقدر عليها سوى كذاب اشر.الثمن رفع مقامه وتضخيم اعطياته.معادلة مقلوبة وتحريف في الآية.فبدلا من وضع المشكلات على المشرحة لمعرفة اسبابها، ومواطن الخلل فيها، لابتكار الحلول الخلاقة على المديات القصيرة والمتوسطة والبعيدة جرى انكارها،والتحايل عليها حتى تسرطنت،فاستحال علاجها،وكان دور الكاتب الفاسد قلب الحقائق حتى وصل الخراب الى نقطة اللا عودة. لعبة دنيئة قلبت دور المثقف من صوت كاشف للحقيقة،ومنارة عالية تطلق اضواءها في الاتجاهات الاربع لارشاد التائهين الى دمية تعمل على الريموت كنترول وتهتدي برسالة نصية.فانتقل المثقف من عقل تنويري الى عقل ظلامي ضلالي،ومن لماح الى رداح، و تحوّل من منصة توعوية تعبوية الى بوق صداح بالموبقات.انها اللعبة القديمة المتجددة، منذ ان وقف شاعر مُتكسب على باب سلطان يمتدحه بما ليس فيه،وهجاء اعداءه بنقائص ليست بهم. فالسلطان يعلم ان الشاعر كذاب، والشاعر يعرف انه مُتكسب،لكنها لعبة لا تكتمل دورتها الا ضمن دائرة نفاقية :ـ سياسي ممدوح ومثقف مفضوح .

الاستجداء و الاستخذاء، والوقوف على الابواب اصبح اكثر عصرنة. وغدت الانتهازية قيمة ثقافية،ومدرسة لها روادها يتسابق على الالتحاق بها مستوزرون بلا كفاءة،صائدو مناصب ، قناصو فرص وطالبوا صُرر محشوة بالعملة الوطنية . انحطاط قيمي نقل الكتابة من خطاب حضاري الى خطاب خياني،يحمل في ثناياه اشارات مخجلة على تحالف المثقف مع السلطوي، لتضليل الناس،تبرير الاخطاء،تسويغ الخطايا،وقمع المعارضة .

السياسي الفاسد، يدفع من خزينة الدولة، لقلم مأجور. ذخيرته حبر مغشوش، وضمير معطوب،وذمة مطاطية تحولت الى بالوعة تبلع ولا تقنع و تأكل ولا تشبع. لهذه المغريات المادية،وقعت طائفة ساقطة وقعت في غرام السلطة،فاستغلت السلطة ضعفها المهووس بالفردانية النرجسية وابتزتها لإخر قطرة.لهذا نقول بامانة :ـ من دون تعليم عصري و اعلام يرصد نبض الناس،وثقافة مستنيرة تخدم الحياة و صدقية في الكتابة ـ مرأة الواقع ـ لن نصعد الامة خطوة على سلم الحضارة درجة واحدة،وستبقى كثور الرحى، يدور حول ذاته في محور التسطيح والتفاهة.

نستدعي من الذاكرة احد عتاولة الخيانة، يهوذا الاسخربوطي الذي باع سيدنا المسيح عليه السلام ،بقليل من فضة، ثم شنق نفسه بحبل اشتراه بـ " فضة الخيانة ". كذلك الامام احمد بن حنبل رجل المبادئ ، والعقيدة الصافية تسلخ جلده من سياط التعذيب والركل بالارجل ، و الضرب بالايدي لرفضه فتنة ثقافية «خلق القرآن» بينما اليوم يدافع كُتاب التدخل السريع عن التطبيع و يبررون الفساد.

صمد الامام ابن حنبل امام ثلاثة خلفاء طغاة و وتحملّ تعذيب و جلافة عسسهم، وتآمر مثقفو عصره الذين وقفوا الى جانب الباطل لقاء شرهات مالية ومناصب وظيفية.ذات الصورة نراها اليوم من كُتاب القطعة،و انصار التمويل الاجنبي ودعاة التطبيع وفلاسفة تبرير الامر الواقع المزري .لذلك فالحق اقول :ـ ان اسوأ ما في الكتابة التقاء التفاهة بالضحالة. مدونة بسام الياسين

تابعوا الوقائع على