ميكساج

ميكساج
... حين كنت طفلا, في بداية تعلمي القراءة... لم يكن المسلسل الذي يعرضه التلفاز, يهمني بقدر ما كانت مقدمة المسلسل هي التي تعنيني..كنت أقرأ عن وظائف غريبة مثل (كلاكيت), ولم أكن أعرف ماذا يعنون في (الكلاكيت), كنت أقرأ كلمة (ميكساج) وكلمة (مونتاج)... ولا أعرف هل هذه وظائف أم مهمات, أم أنها أسماء أبطال في المسلسل, لكن عقلي كان يقول لي: من المستحيل أن يتكرر السيد (ميكساج) في كل المسلسلات... مستحيل أن يكون هذا اسماً لممثل.

كنت أقرأ مصطلح إخراج, ومصطلح.. (مونتير), ومصطلحات غريبة أحاول أن أفهم معناها مثل: سيناريو... ولكني لم أكن أعرف شيئا, ولم أفهم شيئا, سوى إجادتي لقراءة الشاشة, وتحسن قدراتي اللغوية.

حين كبرت, أدركت أن المسألة.. بسيطة, فهؤلاء الناس الذين تظهر أسماؤهم في مقدمة المسلسل, هم من صنعوا هذا العمل ليصل إلينا, والممثل وظيفته أن يؤدي الدور, ولكنه مرتبط بكاتب السيناريو.. وينفذ تعليمات المخرج, وعلى المصور أن يلتقط تعابير وجهه الحزينة جيدا.. وعلى المنتج, أن يقوم بقص المشاهد الجيدة فقط..

كبرت كثيرا, وظلت هذه العادة معي للآن.. صدقوني أن المسلسلات والمشاهد لم تعد تهمني, فقط (الشارة) التي تظهر قبل وبعد المسلسل, هي التي تهمني, فأنا أريد أن أعرف من الذي (منتج), ومن الذي كتب السيناريو, ومن الذي أعد النص... وما زلت أؤمن أن (مكساج) هو: اسم حركي لممثل يؤدي دورا في المسلسل..

وأقول في داخلي, حمى الله البطل.. أو حمى الله الوطن, لأن الأبطال لهم نهايات, إما حزينة وإما سعيدة, ومن يقررها هو كاتب (السيناريو) وليس انا..

اصعب الأشياء, هي أن تكون متفرجا أمام شاشة, وتدرك في قرارة نفسك أنك رهين للمنتج والمخرج فقط... وما عليك سوى المشاهدة.
تابعوا الوقائع على